العبادي يدعو العراقيين الى الوحدة لمواجهة التحديات الخطيرة

العبادي يدعو العراقيين الى الوحدة لمواجهة التحديات الخطيرة

دعا رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي العراقيين إلى الوحدة في مواجهة ما وصفه بالتحديات الخطيرة، وذلك بعد أيام من تكليفه من قبل الرئيس العراقي الجديد فؤاد معصوم، وسط ترحيب دولي ومحلي بهذا التكليف. وكتب العبادي في صفحته على موقع التوصل الاجتماعي فيسبوك "لن أقدم لكم وعودا غير واقعية"، ولكنه دعا في الوقت نفسه العراقيين إلى التكاتف والتعاون من أجل صالح العراق، وفق تعبيره. وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم قد كلف القيادي في حزب الدعوة الاثنين الماضي بتشكيل حكومة، رغم اعتراض رئيس الحكومة المنصرف نوري المالكي الذي تشبث في البداية بولاية ثالثة قبل أن يتخلى أمس الخميس عن مسعاه.

وفي سياق الدعم لتكليف العبادي، قال المرجع الأعلى الشيعي آية الله علي السيستاني إن الانتقال السياسي فرصة نادرة لحل الأزمات السياسية والأمنية. وحث السيستاني الجيش العراقي على رفع علم واحد هو علم العراق لتفادي ما وصفه بالطائفية.

وفي هذا الإطار أيضا، ألقى المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني بثقله وراء رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي امس داعيا إلى الوحدة الوطنية لاحتواء نزيف الدم الطائفي وهجوم لتنظيم الدولة الإسلامية يهدد العاصمة بغداد. وقال السيستاني عقب اعلان نوري المالكي أخيرا تنحيه عن منصب رئيس الوزراء بعد ضغوط من الداخل والخارج إن تسليم السلطة للعبادي يمثل فرصة نادرة لحل الأزمات والسياسية والأمنية.

وأضاف ان "مكافحة الفساد المالي والإداري يجب ان تكون إحدى أولويات الحكومة المقبلة" . ودعا السيستاني الساسة المتناحرين إلى أن يكونوا على قدر "المسؤولية التاريخية" ويتعاونوا مع العبادي في محاولته تشكيل حكومة جديدة وتجاوز الانقسامات بين الشيعة والسنة والأكراد التي تعمقت مع إصرار المالكي على تنفيذ أجندة وصفها منتقدون بأنها طائفية شيعية.

وحث العبادي في تصريحات له العراقيين على الوحدة وحذر من صعوبة الطريق في المرحلة المقبلة. وأشار السيستاني أيضا إلى الجيش الذي باغته هجوم التنظيم على شمال العراق في يونيو حزيران.

وقال "كما نؤكد على ضرورة ان يكون العلم العراقي هو الراية التي يرفعونها في قطاعاتهم ووحداتهم وليتجنبوا استخدام أية صور أو رموز أخرى" . ودعا السيستاني -وهو ثمانيني- القوات المسلحة العراقية إلى تنحية الاختلافات الطائفية جانبا.

ويلقى باللوم على المالكي في تداخل الخطوط الفاصلة بين الجيش والميليشيات الشيعية. وأعربت مجموعة من زعماء العشائر ورجال الدين السنة في العراق عن استعدادها للمشاركة في الحكومة الجديدة التي سيشكلها رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي إذا ما تم تلبية مطالبهم. وقال الناطق باسم ائتلاف العربية الدكتور جاسم الفلاحي، إن الكتل السنية اجتمعت قبل أسبوع وأنجزت ورقة تفاوضية موحدة ستقدمها للحكومة الجديدة تمثل مطالب المحافظات السنية الستة.

وأكد الفلاحي أن من بين المطالب الأساسية هي العفو العام عن المعتقلين، وإلغاء مادة الإرهاب من الدستور العراقي. وفي مؤتمر صحفي، أعلن مجلس عشائر الدليم امس مطالبه من رئيس الوزراء المكلف ومن بينها: إيقاف القصف الجوي والبري على مدن المحافظات السنية الستة، وتعويض المتضررين، وصرف رواتب الموظفين، وإجراء استفتاء في المحافظات السنية الستة بشأن تحويلها إلى إقليم.ودعا رئيس المجلس علي الحاتم رئيس الوزراء الجديد إلى تطهير الوزارات العراقية من الفساد، رافضا إي تفاوض مع سياسين في كتلة نوري المالكي.

ونفى شيخ عشائر الدليم أن تكون المطالبة بتشكيل أقاليم تقسيما للعراق وإنما يهدف إلى تحقيق حكم ذاتي وإدارة أمنية للمناطق السنية.وحث الحاتم على تفكيك الميليشيات المسلحة التي بلغ عددها أكثر من 30 ميليشيا. وإلى ذلك رحبت الولايات المتحدة والأمم المتحدة بإعلان رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي سحب ترشحه لصالح حيدر العبادي.

وجاء قرار المالكي بعد تزايد الضغوط الداخلية والخارجية عليه للتنحي و بعد محاولات عدة بذلها من أجل البقاء في منصبه، إذ اصطدم رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بتخلي معظم الحلفاء عنه.وكرر المالكي مرات عدة رفضه التنحي، لكنه اضطر في النهاية إلى التسليم بالواقع الجديد، ويبدو أن القرار الذى اتخذه المالكي أثار ارتياحا بين العديد من القوى السياسية العراقية.

وسارعت الأمم المتحدة إلى الترحيب بتنحي المالكي، معتبرة أنها خطوة "تاريخية" للعراق، في حين أشادت الإدارة الأميركية بقرار رئيس الوزراء العراقي السابق ودعمه العبادي.بدوره، وصف شيخ عشائر الدليم، علي الحاتم، تخلي المالكي عن السلطة بأنها "خطوة نحو الذهاب إلى الحل"، معتبرا أنها جاءت على مبدأ "مرغما أخاك لا بطل .. حتى إيران كانت تريد تنحي المالكي الذي سيتحمل مسؤولية ما ارتكبه في الماضي" .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا