القصة الحقيقية لقنبلة كوريا الهيدروجينية وكيف هبط النفط العالمي

القصة الحقيقية لقنبلة كوريا الهيدروجينية وكيف هبط النفط العالمي

انخفضت أسعار النفط، الاثنين، بعد نزوح المستثمرين من أسواق الخام صوب أسواق عقود الذهب الآجلة التي تعد ملاذا آمنا، عقب تجربة كوريا الشمالية لتفجير قنبلة هيدروجينية.

وبحلول الساعة 06:55 بتوقيت غرينتش هبطت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت نحو واحد في المئة من سعر الإغلاق السابق، بما يعادل 41 سنتا، إلى 52.34 دولار للبرميل، وفق "رويترز".

وجاء الانخفاض في الوقت الذي يراقب فيه المتعاملون بقلق التطورات في كوريا الشمالية، التي نفذت سادس وأقوى تجربة نووية الأحد.

وفرضت التجربة النووية ضغوطا على الخام مع نزوح أموال المستثمرين من سوق النفط، التي ينظر إليها كسوق عالية المخاطر، صوب أسواق عقود الذهب الآجلة التي تعد أكثر أمانا بالنسبة للمستثمرين.

وارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية لليوم الثالث لتكسب 0.9 في المئة اليوم.

واستقرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 47.30 دولار للبرميل، وهو مستوى قريب من التسوية السابقة.

ويقول متعاملون إن استقرار أسعار الخام الأميركي جاء نتيجة لتعطل بعض الإنتاج في الولايات المتحدة في أعقاب الإعصار هارفي.

ما هي؟

طرأ في أذهان الكثيرين تساؤلات حول ما هي القنبلة الهيدروجينية أصلا، ولماذا تشكل خطرا أكبر من خطر القنبلة النووية التقليدية.

ولا تعمل القنبلة الهيدروجينية وفق تفاعلات اليورانيوم، كما في القنبلة النووية، بل هي تعمل على أساس تحفير الاندماج النووي بين نظائر الهيدروجين، وهو ما يجعلها ذات قوة تدميرية أكبر، وآثار جانبية أقل، حيث أن القنبلة النووية يظل تأثيرها الإشعاعي لسنوات عديدة، أما نظيرتها الهيدروجينية فإنها تدمر كل شيء في ثوان معدودة وليس لها تأثير إشعاعي ممتد.

ويطلق على القنبلة الهيدروجينية ألقاب أخرى، مثل "القنبلة الحرارية"، أو "القنبلة الاندماجية".

وظهرت تلك القنبلة للمرة الأولى عام 1952، عندما أعلنت الولايات المتحدة عن اختبارها، ثم تلاها الاتحاد السوفيتي عام 1953.

ويمتلك القنبلة الهيدروجينية حاليا بجانب الولايات المتحدة وروسيا، كلا من بريطانيا وفرنسا والصين، فيما أشارت تقارير إلى أن إسرائيل والهند وباكستان يمتلكان تقنيات إنتاج قنابل هيدروجينية بجانب كوريا الشمالية.

قوتها التدميرية

تقدر القدرة التدميرية للقنبلة الهيدروجينية بأنها 10 آلاف ضعف عن القنبلة النووية التقليدية، كتلك التي ألقتها أمريكا على جزيرتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية.

ونقلت صحيفة "النهار" اللبنانية عن أستاذ الفيزياء في الجامعة اللبنانية، إيلي عيد، قوله إن "محتويات القنبلة الهيدروجينية، هي أبرز ما يميزها عن القنبلة الذرية، وما يجعلها أكثر خطورة، لأن القنبلة الذرية تتكون من اليورانيوم وهي مادة ثقيلة وتحتوي على مجموعة كبيرة من النوترون والبروتون".

تابع قائلا "أما القنبلة الهيدروجينية فتتكون من عناصر خفيفة جدا أي من مشتقات الهيدروجين، أي من عناصر قليلة من النوترون والبروتون اللذين يكونان الــNOYAU".

وأشار إلى أن خطورة القنبلة الهيدروجينية تكمن في "تكوينها من ذريات تحتاج الى حرارة عالية جدا أي تقريبا أكثر من مليون درجة مئوية، وذلك لأنه لا يمكن ان تلتحم بحرارة أقل، أي بمعنى آخر كما الشمس تعطي نورا بسبب الـFUSION اي التحام هذه المواد الخفيفة".

ومضى بقوله " العملية نفسها تحصل مع تكون القنبلة الهيدروجينية تحت تأثير تبلغ ملايين الدرجات وتحت تأثير ضغط كبير، وعندما تنشطر تعطي قوة تساوي 10 ألاف مرة القوة، التي تعطيها القنبلة الذرية العادية".

"عندما يخرج هذا الكم من الحرارة الكبيرة جدا على الجو، فذلك يحدث تدميرا كاملا لكل شيء في محيطها، أي كل كيلو هيدروجين قادر على تدمير كل شي في مساحة 2000 كيلومتر مربع، وليس من السهل الوصول الى كيلوغرام من الهيدروجين لأنه يحتاج الى كم هائل من الحرارة لالتحام الذريات التي تكونه، لكن بامكاننا الوصول الى كيلوغرام من اليورانيوم".

وأشار إلى أن القنبلة الهيدروجينية الحالية التي اختبرتها كوريا الشمالية "قادرة على أن تسوي كل شيء على الارض على مساحة 250 كيلومترا مربعا".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا