تقرير للحياة اللندنية: العراقيون يجافون التلفزيون .. ولا يفتقدونه
تقرير للحياة اللندنية: العراقيون يجافون التلفزيون .. ولا يفتقدونه
نشرت صحيفة الحياة اللندنية، حول طباع العائلة العراقية في الزمن الحاضر، سيما ما يختص بمتابعة شاشة التلفزيون، في وقت تهاجم فيه التكنولوجيا الحديثة كافة وسائل الاتصال التقليدية.
وفي تقرير حمل عنوان "العراقيون يجافون التلفزيون ... ولا يفتقدونه"، تناول اسبابا تعد ميزة يختلف بها العراقيون عن غيرهم من الشعوب في الابتعاد عن التلفزيون، فالشعب الذي يعيش ويلات الحروب والنزوج والارهاب، تجذر في ذهن ابناءه ان يتابع كاميرا المراقبة اكثر من قنوات التلفزيون.
وفي التالي جزء من التقرير الذي يشرح مشاهد بعض من العوائل العراقية:
"تجلس العائلة العراقية المؤلفة من أُمّ سبعينية وبناتها وأبنائها الشباب أمام شاشة تلفزيونية بلا صوت في منزلها في العاصمة العراقية بغداد. كل واحد من العائلة مشغول بجهاز إلكتروني صغير، حتى الأُمّ كانت تشاهد مقطع فيديو تعليمي على موقع يوتيوب الإلكتروني، وبعدما علّمها أحد أبنائها استعمال الهاتف الذكي. أحياناً، يُشارك أحد الموجودين مقطع فيديو أو منشور على موقع فايسبوك مع العائلة، فيما كان صوت أحد البرامج الكوميدية التلفزيونية العراقية ينطلق من جهاز إلكتروني في طرف الغرفة، ويثير بعض الضحكات.
لم يكن جهاز التلفزيون في بيت العائلة العراقية تلك قد خُفض صوته قصداً، أذ أنه بلا صوت أصلاً، فالتلفزيون كان ينقل صوراً حيّة بلا صوت تسجلها كاميرات المراقبة الأمنية التي وضعتها العائلة في الحديقة وفوق السياج الخارجي لبيتها. «هذا أحلى من التلفزيون»، تقول الأم العراقية بابتسامة عريضة وهي تشير إلى الفيديو المباشر الذي كانت تنقله كاميرات الأمن من بيتها، ويعرض على جهاز تلفزيون غرفة الجلوس. «نستطيع الآن أن نشاهد ما يجري في شارعنا دون أن نكون هناك أو نفتح باب المنزل»، تكمل الأُمّ، وهي لا تزال تتطلع الى شاشة التلفزيون المقسمة إلى أربعة أجزاء، ويُظهر قسم منها حركة الشارع خارج البيت.
منذ أن دخلت كاميرات المراقبة الأمنية الرخيصة السعر إلى العراق، وهي تلقى رواجاً كبيراً بين كثير من العراقيين. وأصبحت النافذة الوحيدة لكثير من النساء، واللواتي يعشن في مجتمع محافظ كثيراً، لمراقبة ما يجري في الشارع. «تتغير ألوان ما تنقله كاميرات المراقبة عندما يحل المساء، فتتحول من الألوان الطبيعية إلى الأسود والأبيض» تخبرك الأُمّ التي تبدو أكثر سعادة من جميع أفراد عائلتها بهذه التكنولوجيا الجديدة.
«لا تُخيف هذه الكاميرات اللصوص كثيراً لكنها تساعد بعض الشيء»، يكشف ابن العائلة حسين الذي يقترب من عامه الخمسين. بيد أن هذا لم يقلل من شعبية الكاميرات الكبيرة بين أصحاب البيوت والمحلات التجارية.
يتداول العراقيون في ما بينهم، وأحياناً على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لمجرمين ولصوص التقطتها كاميرات المراقبة، منها فيديو أثار موجة كبيرة من السخط الاجتماعي في العراق أخيراً، لإمام جامع مسّن محبوب في منطقته، تعرض لاعتداء وحشي، فعندما كان هذا الإمام في طريقه إلى بيته، وبعد أن صلى الفجر في الجامع، لحق به شاب كان يحمل حجراً ضرب به رأس الأمام بلا رحمة. هذا الحادثة كان سيمرّ مثل غيره دون القبض على الفاعل، لو لم تلتقطته كاميرا أحد البيوت المجاورة التي سجلت ما وقع.
لم يعد التلفزيون في أولويات العراقيين الترفيهية أو التعليمي، بل حلَّت شبكة الإنترنت، وبالخصوص مواقع التواصل الاجتماعي مكان التلفزيون، رغم أن الكثير مما يتم مشاهدته على هذه المواقع يعود أصله إلى التلفزيون التقليدي. «لا نملك جهاز تلفزيون» يكشف أسامة، المدرس الذي تجاوز الأربعين بقليل. «في البداية قررنا إعطاء التلفزيون لقريب لنا، لأننا أردنا لأبنائنا أن يهتموا بدروسهم، ولا ينشغلوا بجهاز إلكتروني جديد، لكن بعد فترة من غياب التلفزيون تنبّهنا إلى أننا لم نفتقده أبداً، حتى الأبناء لم يعودوا مهتمين بوجوده، ثم أننا شبعنا أخباراً على مدار السنوات الماضية»، يكمل الأب الشاب الذي كان هاتفه الذكي لا يفارقه. «انظر لقد عاد «داعش» إلى الإرهاب»، يُشير أسامة إلى فيديو تم نشره للتو على صفحته على فايسبوك، ويظهر واحدة من عمليات القتل الدورية التي يقترفها التنظيم في الوقت الحاضر بحق عراقيين، على الطريق بين بغداد وكركوك".
نشرت صحيفة الحياة اللندنية، حول طباع العائلة العراقية في الزمن الحاضر، سيما ما يختص بمتابعة شاشة التلفزيون، في وقت تهاجم فيه التكنولوجيا الحديثة كافة وسائل الاتصال التقليدية.
وفي تقرير حمل عنوان "العراقيون يجافون التلفزيون ... ولا يفتقدونه"، تناول اسبابا تعد ميزة يختلف بها العراقيون عن غيرهم من الشعوب في الابتعاد عن التلفزيون، فالشعب الذي يعيش ويلات الحروب والنزوج والارهاب، تجذر في ذهن ابناءه ان يتابع كاميرا المراقبة اكثر من قنوات التلفزيون.
وفي التالي جزء من التقرير الذي يشرح مشاهد بعض من العوائل العراقية:
"تجلس العائلة العراقية المؤلفة من أُمّ سبعينية وبناتها وأبنائها الشباب أمام شاشة تلفزيونية بلا صوت في منزلها في العاصمة العراقية بغداد. كل واحد من العائلة مشغول بجهاز إلكتروني صغير، حتى الأُمّ كانت تشاهد مقطع فيديو تعليمي على موقع يوتيوب الإلكتروني، وبعدما علّمها أحد أبنائها استعمال الهاتف الذكي. أحياناً، يُشارك أحد الموجودين مقطع فيديو أو منشور على موقع فايسبوك مع العائلة، فيما كان صوت أحد البرامج الكوميدية التلفزيونية العراقية ينطلق من جهاز إلكتروني في طرف الغرفة، ويثير بعض الضحكات.
لم يكن جهاز التلفزيون في بيت العائلة العراقية تلك قد خُفض صوته قصداً، أذ أنه بلا صوت أصلاً، فالتلفزيون كان ينقل صوراً حيّة بلا صوت تسجلها كاميرات المراقبة الأمنية التي وضعتها العائلة في الحديقة وفوق السياج الخارجي لبيتها. «هذا أحلى من التلفزيون»، تقول الأم العراقية بابتسامة عريضة وهي تشير إلى الفيديو المباشر الذي كانت تنقله كاميرات الأمن من بيتها، ويعرض على جهاز تلفزيون غرفة الجلوس. «نستطيع الآن أن نشاهد ما يجري في شارعنا دون أن نكون هناك أو نفتح باب المنزل»، تكمل الأُمّ، وهي لا تزال تتطلع الى شاشة التلفزيون المقسمة إلى أربعة أجزاء، ويُظهر قسم منها حركة الشارع خارج البيت.
منذ أن دخلت كاميرات المراقبة الأمنية الرخيصة السعر إلى العراق، وهي تلقى رواجاً كبيراً بين كثير من العراقيين. وأصبحت النافذة الوحيدة لكثير من النساء، واللواتي يعشن في مجتمع محافظ كثيراً، لمراقبة ما يجري في الشارع. «تتغير ألوان ما تنقله كاميرات المراقبة عندما يحل المساء، فتتحول من الألوان الطبيعية إلى الأسود والأبيض» تخبرك الأُمّ التي تبدو أكثر سعادة من جميع أفراد عائلتها بهذه التكنولوجيا الجديدة.
«لا تُخيف هذه الكاميرات اللصوص كثيراً لكنها تساعد بعض الشيء»، يكشف ابن العائلة حسين الذي يقترب من عامه الخمسين. بيد أن هذا لم يقلل من شعبية الكاميرات الكبيرة بين أصحاب البيوت والمحلات التجارية.
يتداول العراقيون في ما بينهم، وأحياناً على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لمجرمين ولصوص التقطتها كاميرات المراقبة، منها فيديو أثار موجة كبيرة من السخط الاجتماعي في العراق أخيراً، لإمام جامع مسّن محبوب في منطقته، تعرض لاعتداء وحشي، فعندما كان هذا الإمام في طريقه إلى بيته، وبعد أن صلى الفجر في الجامع، لحق به شاب كان يحمل حجراً ضرب به رأس الأمام بلا رحمة. هذا الحادثة كان سيمرّ مثل غيره دون القبض على الفاعل، لو لم تلتقطته كاميرا أحد البيوت المجاورة التي سجلت ما وقع.
لم يعد التلفزيون في أولويات العراقيين الترفيهية أو التعليمي، بل حلَّت شبكة الإنترنت، وبالخصوص مواقع التواصل الاجتماعي مكان التلفزيون، رغم أن الكثير مما يتم مشاهدته على هذه المواقع يعود أصله إلى التلفزيون التقليدي. «لا نملك جهاز تلفزيون» يكشف أسامة، المدرس الذي تجاوز الأربعين بقليل. «في البداية قررنا إعطاء التلفزيون لقريب لنا، لأننا أردنا لأبنائنا أن يهتموا بدروسهم، ولا ينشغلوا بجهاز إلكتروني جديد، لكن بعد فترة من غياب التلفزيون تنبّهنا إلى أننا لم نفتقده أبداً، حتى الأبناء لم يعودوا مهتمين بوجوده، ثم أننا شبعنا أخباراً على مدار السنوات الماضية»، يكمل الأب الشاب الذي كان هاتفه الذكي لا يفارقه. «انظر لقد عاد «داعش» إلى الإرهاب»، يُشير أسامة إلى فيديو تم نشره للتو على صفحته على فايسبوك، ويظهر واحدة من عمليات القتل الدورية التي يقترفها التنظيم في الوقت الحاضر بحق عراقيين، على الطريق بين بغداد وكركوك".
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
الاسم : |
البريد الالكتروني : |
التعليق : |
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|