حادثة ميناء ام قصر التي تعد الاقوى ضغطا على الامن القومي منذ 2003، هذه الحادثة جعلت المتابعين يطرحون أسئلة عدة ومنها،  ماذا يعني عدم امتلاك العراق قوة لتفكيك الالغام البحرية وهل العراق يمتلك البنى التحتية لانجاح ميناء الفاو وكيف سيتدارك اخطار مشابهة للغم البحري في المستقبل وهل هذه تشي بحاجة العراق لنقاط فحص السفن خارج مياهه الاقليمية؟.

 

هذه الاسئلة وغيرها نقلناها لخبراء ومختصون حيث لم يستبعد الخبير العسكري صفاء الاعسم في حديثه لـ"دجلة"، أن تكون جهة استخبارية دولية تحاول ايقاف صادرات العراق النفطية من خلال حادثة ام قصر وهذه جهة اجنبية قد تكون متورطة بتفخيخ السفينة داخل ميناء ام قصر"، معتبرا ان "هذا يعتبر التهديد الاقوى منذ 20 عاما".

 

 وأضاف أن "ايجاد لغم بحري في بدن سفينة تجارية متعاقدة مع شركة سومو المسؤولة عن ملف تصدير النفط العراقي دليل واضح على تورط جهة استخبارية خارجية في تلك العملية وتلك الجهة تحاول استهداف العراق في عمقه الاستراتيجي الاقتصادي وتعطيل معظم صادراته النفطية التي تمر عبر الجنوب".

 

واوضح الأعسم ان "التهديد البحري هو الاقوى منذ عام 2003 ولغاية الان كونه سيعرض العراق الى خسارة ثقة الشركاء الدوليين من خلال استيراد النفط او التبادل التجاري مع الموانئ العراقية بالتزامن  مع تعهد الحكومة باكمال اكبر مشروع اقتصادي وهو ميناء الفاو الكبير الذي يعتبر الاساس في ربط العراق باوروبا واسيا ".

 

ومن الأعسم انتقلنا الى الناطق باسم نقابة البحريين العراقيين علي العقابي الذي أكد أن البحرية العراقية نجحت في انهاء ازمة الباخرة المفخخة وابعدتها عن المياه الاقليمية ، لينتهي سيناريو الباخرة المفخخة.

 

وقال العقابي في تصريح لـ"دجلة"، ان "الباخرة المفخخة كانت تحتوي على لغم متوسط الحجم وهي مسجلة في ليبريا وقادمة من ميناء الفجيرة وقد تعاقدت معها شركة سومو من اجل ان تكون مخزن للنفط المصدر ولم تصل الى الموانئ العراقية بل وصلت الى منصات تصدير النفط ".

 

 واضاف ان "المعلومات وصلت امس بشان الباخرة وتحركت قوات البحرية العراقية على الفور وتمكنت اليوم من انهاء الخطر وابعاد السفينة بعد ازالة اللغم عن المياه الاقليمية"، مشير إلى أن "الانفجار لو حدث لكانت هناك كارثة تحلُ في السفن المجاورة ومنصات تصدير النفط كونها تستخدم في خزن الوقود وانفجارها كبير وهائل".

 

وأوضح العقابي أن "الخليج فيه الكثير من التوتر خلال الايام الماضية وقد يكون اللغم وضع في المياه بشكل عائم  من احد اطراف الصراع الايراني الاميركي من اجل اعاقة حركة السفن والتصق بالسفينة بشكل عرضي او مثبت مسبقا لاستهداف الموانئ العراقية".

 

وكانت خلية الإعلام الأمني أعلنت، في وقت سابق من اليوم الجمعة، إخلاء سفينة في المياه الدولية بعد التصاق لغم بحري كبير فيها.

وذكر بيان الخلية أنه في تمام الساعة الرابعة من عصر يوم أمس الخميس، لوحظ  وجود جسم غريب ملتصق بإحدى السفن في منطقة انتظار السفن بالمياه الدولية، وهي تبعد 28 ميلاً بحرياً عن الموانئ العراقية النفطية".

 

وأضاف البيان أن هذه السفينة تبين انها مؤجرة من شركة سومو للتسويق النفطي، وبجانبها سفينة اخرى تتزود بالوقود منها، مشيراً إلى أنه على الفور تم تشكيل فريق معالجة المتفجرات من وزارة الداخلية، وتم نقله جواً الى الفاو، وبالتنسيق مع القوة البحرية العراقية توجه الى السفينة المعنية، ورغم ارتفاع وشدة حركة الأمواج تمكن من إخلاء السفينة الاخرى والإبقاء على السفينة التي تبين التصاق لغم بحري كبير بها.