يستمر العراق بتسجيل حالات الانتحار بشكل يومي ومتزايد، وغالباً ما يذهب ضحيتها شبان وفتيات اغلبهنَّ متزوجات لم يبلغن بعد العقد الثالث من العمر، إلا أنه لوحظ مؤخراً أن هناك تسجيل لحالات انتحار من كبار السن خاصة في المحافظات التي تعاني من سوء الخدمات والبطالة وزيادة بالتوترات الأمنية.

فقد سجلت محافظة ديالى، مساء يوم الأحد انتحار رجل مسن في حادثة ليست الأولى على مستوى المحافظات العراقية.

وذكر مصدر أمني لـ"دجلة"، أن "رجل في الخمسينيات من عمرهِ، انتحر باطلاق النار على نفسه في اطراف قضاء الخالص (٢٠كم) شمال ديالى"، مبينا أن "هذه الحادثة هي ثالث حالة انتحار بديالى خلال الايام الـ10 الاخيرة".

 

وفي الوقت ذاته أقدمت شابة تبلغ من العمر ٢٠ عاما على الأنتحار، صباح اليوم الأحد من اعلى جسر الجادرية وسط العاصمة بغداد، قبل أن يقوم عدد من الشبان بإنقاذها، وذلك وفق فيديو تداولته مواقع التواصل الإجتماعي.

 

وليس بعيداً عن منطقة الجادرية، اقدم شاب على الأنتحار بواسطة اطلاق النار على نفسه في منطقة الرأس عبر بندقية كلاشينكوف، داخل منزله في حي المعلمين بمنطقة الدورة جنوبي بغداد، لاسباب عائلية ونفسيةـ بحسب ما افاد بهِ مصدر أمني لـ"دجلة".

 

فيما كان الحادث الرابع يوم الأحد، لشاب يبلغ من العمر 26 عاماً، أقدم على الانتحار بإطلاق النار على نفسه بواسطة مسدس بحوزته، داخل منزله الواقع في قضاء كفري بادارة گرميان، والذي اتضح أن الشاب النتحر يعمل شرطياً في محافظة كركوك، دون معرفة أسباب اقدامه على الانتحار.

 

فيما كانت حالة الانتحار الخامسة، لامرأة متزوجة تبلغ من العمر 20 عاماً، إذ اقدمت على الانتحار شنقا بواسطة (شال) داخل منزلها بمنطقة حي الرافدين وسط مدينة الناصرية مركز المحافظة.

 

وكشفت وزارة الداخلية، عبر المتحدث خالد المحنا، أن حالات الانتحار خلال العام الجاري بلغت 772 شخصا بارتفاع أكثر من 100 حالة عن العام 2020 الذي سجل 663 شخصاً.

 

وأوضح المحنا أن 36.6 بالمئة من المنتحرين خلال العام الجاري كانت أعمارهم أقل من 20 عاماً، فيما تشكل نسبة الذكور 55.9 بالمئة، والإناث 44.1 بالمئة.

 

وعزا المحنا أسباب ارتفاع حالات الانتحار إلى الضغوط النفسية والعنف الأسري وتدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة والفقر في البلاد.

 

إذ تبلغ نسبة البطالة في العراق، 27 بالمئة فيما تبلغ نسبة الفقر 31.7 بالمئة، وفق أحدث إحصاء لوزارة التخطيط الاتحادية.

 

وتضاعف معدل الفقر في العراق في العام 2020، حيث بات 40% من السكان البالغ عددهم 40 مليوناً، يعتبرون فقراء وفق البنك الدولي. 

 

وخسر الدينار العراقي 25% من قيمته، بعد أن اقدمت الحكومة الحالية بزيادة سعر صفر الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي، في خطوة عدتها اصلاحاً للاقتصاد العراقي إلا إنها انكست بالسلب على الفئة الفقيرة من المواطنين وزادت من وسوء المعيشة.