"جزيرة الأشباح" .. مدينة في نيويورك لا يدخلها أحد
"جزيرة الأشباح" .. مدينة في نيويورك لا يدخلها أحد
على بعد أقل من كيلومترين من جزيرة (مانهاتن) –واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية وغلاء في الأسعار في العالم– تقبع جزيرة غامضة هجرها الناس منذ أكثر من نصف قرن مضى تعرف باسم جزيرة (نورث بروذر) North Brother أو ”الشقيق الشمالي“.
أجرت جامعة (بينسيلفانيا) مؤخرا دراسة تناولت فيها هذه الجزيرة كتب فيها القائمون عليها: ”تصنف جزيرة (نورث بروذر) بين المناطق الخلابة والموروث الطبيعي الجميل الذي لا يعرفه إلا قلة من الناس في مدينة نيويورك“. تعود ملكية الجزيرة التي تبلغ مساحتها 9 هكتارات (ما يعادل 90 ألف متر مربع) إلى مدينة نيويورك، وتقع على مسافة قريبة من East River أو النهر الشرقي بين الساحل الصناعي لجنوب منطقة الـ(برونكس) وسجن سيء السمعة يعرف باسم سجن (رايكرز).
يمنع على الشعب دخول جزيرة (نورث بروذر) وجارتها الصغرى جزيرة (ساوث بروذر) أو ”الشقيق الجنوبي“، لكن يبدو أن حتى العصافير تتجنب التحليق فوق هذه الجزيرة المخيفة ومبانيها المهجورة. في سنة 2017 حصل المنتجون في قناة العلوم Science Channel على ترخيص من سلطات مدينة نيويورك لزيارة الجزيرة، فوجه طاقمها دعوة لموقع (إنسايدر) Insider من أجل المشاركة في هذه الجولة الاستكشافية، وتم بث محتوى هذا الشريط الوثائقي على برنامج What On Earth التلفزيوني في موسمه الرابع.
في مقالنا هذا على موقعنا، نقلنا لكم أعزائنا القراء تجربة طاقم الفريق الاستكشافي وما اكتشفوه عن هذه الجزيرة المهجورة منذ حوالي نصف قرن، في سلسلة من الصور الجميلة والمخيفة في آن واحد:
لا يمكنك الوصول إلى جزيرة (نورث بروذر) إلا بواسطة القارب، ويعتبر الإبحار من متنزه (باريتو بوينت بارك) في جنوب منطقة الـ(برونكس) واحدة من أسرع الطرق للوصول إليها.
عليك بتوخي الحذر وأن تنتبه جيدا لمواطئ أقدامك، لأن سلم القارب تغطيه الطحالب الزلقة.
كان هذا القارب الصغير المصنوع من الألومنيوم وسيلة نقل الطاقم الاستكشافي.
لاحظ المستكشفون أن النهر الشرقي كان يعج برجال الشرطة، ربما كان السبب راجعا إلى سجن (رايكرز) الذي لم يكن يبعد عن المنطقة أكثر من كيلومترين اثنين.
لا يسمح لأي كان بزيارة الجزيرة دون ترخيص من قسم المتنزهات والمنتجعات الترفيهية في مدينة نيويورك، الذي ترجع إليه مهمة إدارة الموقع على شكل ملجأ للطيور، كما ترسل سلطات المدينة واحدا من موظفيها مرافقا لكل بعثة يسمح لها بزيارة الجزيرة.
كانت دعائم الرصيف صدئة وكانت رافعته الصدئة تبدو وكأنها ستسقط في أية لحظة.
طالبت الولايات المتحدة بالجزيرة أول مرة في سنة 1614 وتم إعمارها سنة 1885، ومنذ ذلك الحين وتاريخها مرتبط بالموت والأمراض والخراب.
على سبيل المثال، في شهر يونيو سنة 1904، شب حريق مهول أتى على سفينة بخارية تدعى (جنرال سلوكوم) وأغرقها في النهر الشرقي، وعلى الرغم من نجاة 321 شخصا من هذه الحادثة، إلا أن جثث ما يقارب 1021 راكبا آخرين ممن هلكوا ظلت تلقظها الأمواج إلى الشاطئ لأيام كاملة.
كانت مباني الجزيرة تعمل على منشآت طاقوية تشتغل بالفحم الحجري، وكان العمال يشحنون الوقود إلى هذا الرصيف، لكنه الآن يغرق وتغطيه الطحالب في كل مكان، ولدى ارتفاع المد البحري تغمره المياه بشكل كامل.
من المتوقع أن يرتفع مستوى البحر إلى 65 سنتمترا خلال السنوات الخمس والثلاثين القادمة حول مدينة نيويورك، وفي حالة ما شب إعصار قوي في المياه بينما يرتفع منسوبها، فسيؤدي ذلك حتما إلى ابتلاع الجزيرة ونظامها البيئي وهياكلها ومنشآتها بالإضافة إلى تاريخها الطويل كذلك.
بعد أن وصل طاقم الفريق إلى الجزيرة، قاموا بحفظ معدات الكاميرا والطعام وبعض الإمدادات الأخرى داخل هذه الخزنة الخاصة بمحول تيار قديم.
كان هذا المحول يتهاوى إلى جانب كل شيء آخر على هذه الجزيرة، لكنه كان كذلك واحدا من أكثرها استقرارا مع سقف شبه سليم، وبينما كان طاقم الفريق هناك بدأت السماء تتلبد بالغيوم التي كادت تهدد رحلتهم الاستكشافية.
بالكاد يمكنك التعرف على الطرقات والشوارع والمماشي بسبب النمو المفرط والعشوائي للنباتات عليها.
لكنك بين الحين والآخر تصادف علامات تدل على أن الجزيرة كانت مأهولة في وقت مضى، مثل سلة النفايات المهترئة والمتحللة في الصورة.
تتسلل كروم (كودزو) البرية الآسيوية والاجتياحية، وتخترق كل شق وركن في مباني المدينة.
تطغى على الظلة الجزئية للجزيرة نباتات أصلية تتدرج من صغيرة إلى كبيرة هائلة الحجم.
كان واحد من أول المباني التي رآها طاقم الفريق هو المشرحة على يمين الصورة، والمدخنة المهترئة لغرفة سخان المياه التي تعمل على وقود الفحم على اليسار، والتي كان بالإمكان رؤيتها من على بعد كيلومترات.
في كل زاوية من الجزيرة، يكون الخراب جميلا وغريبا في آن واحد.
لا يسمح المسؤولون في قسم المتنزهات والمنتجعات الترفيهية في مدينة نيويورك لأي أحد بالدخول إلى معظم المباني في الجزيرة، ذلك أنها في حالة خراب شديد وقد تقع في أية لحظة.
عند التجول على الجزيرة، يتعين عليك توخي الحذر وإلا ستجد نفسك داخل شباك عنكبوت ضخمة مثل هذه في الصورة.
من ثمانينات القرن التاسع عشر إلى سنة 1943، جعلت المدينة من الجزيرة حجرا صحيا تبقي فيه على الأشخاص الذين تصيبهم أمراض وأوبئة خطيرة ومعدية، بما في ذلك مرض حمى التيفوئيد، وكان يتم حفظ جثث الذين يموتون من هؤلاء المرضى على الجزيرة في المشرحة.
تم هجر معظم الأثاث والتجهيزات عندما رحل السكان عن الجزيرة في سنة 1963
لكنك يمكنك العثور على دلائل على زيارات غير قانونية بين الحين والآخر، منها هذه الرسومات الجدارية على ما كان في يوم من الأيام حائطا لساحة اللعب.
بالكاد يمكنك التعرف على بعض المنشآت، مثل ملعب التنس هذا الذي غيرت معالمه نباتات اللبلاب تماما.
بدلا من استقلال العبّارة في كل يوم، قرر بعض العمال في المستشفى العيش في مهاجع الممرضات. سقطت أحواض الاستحمام مخترقة سقف هذه المنشأة التي تبلغ مساحتها 3700 متر مربع المشيدة على طريقة الحقبة الفيكتورية في سنة 1905.
كانت تتم تدفئة معظم المنازل في الجزيرة بواسطة البخار الذي مصدره وقود الفحم.
يعتبر منزل العمال واحدا من أقدم الهياكل وأكثرا خرابا وتهدما، حيث بني في سنة 1885.
قد ينهار هذا المنزل في أي يوم الآن.
بالتقدم نحو الأمام على الطريق الرئيسي تجد مهجع الذكور.
تم بناء هذا المهجع كذلك في سنة 1885، والآن تنمو أغصان الأشجار مخترقة سقفه.
أصبح المهجع مدرسة لتعليم التمريض لفائدة عائلات الجنود العائدين من الحرب، الذين عاشوا على الجزيرة خلال أزمة السكن التي تلت مرحلة ما بعد الحرب العالية الثانية، من سنة 1946 إلى سنة 1951.
بعد سنة 1951 وإلى غاية هجر الجزيرة في سنة 1963، استعمل نفس المبنى كمركز لعلاج الإدمان على المخدرات.
تختبئ الكثير من المنشآت والهياكل خلف الكروم البرية والأشجار وأوراق السعف.
يجعلك التجول على هذه الجزيرة تشعر وكأنك في مرحلة ما بعد نهاية العالم.
لا تعيش الكثير من الحيوانات هنا، يقول المسؤولون في قسم المتنزهات والمنتجعات الترفيهية في نيويورك بأن وجود الثدييات منعدم تماما على الجزيرة، من جرذان وفئران وسناجب وما شابه.
كان أكبر مبنى في المدينة آخر مبنى يتم إنجازه وإكمال بنائه، وهو جناح مرض السل.
يتربع المبنى على مساحة 7700 متر مربع وتم تصميمه في البادئ من أجل إيواء مرضى داء السل، لكنه قبل أن يفتتح اندلعت الحرب العالمية الثانية. اكتمل بناء المنشأة التي تبلغ قيمتها 1.2 مليون دولار في سنة 1943 ولم تأوي مريضا واحدا من مرضى السل، بل تم استعمالها لإيواء الجنود العائدين من الحرب العالمية الثانية.
إنه مبنى واسع ومخيف أراد طاقم الفريق استكشافه لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. لكن، وعلى شاكلة العديد من الهياكل والمنشآت على الجزيرة، كان المستكشفون قادرين على استراق النظر من خلف النوافذ المبنى المكسرة.
يوجد في الجهة الجنوبية لجناح مرض السل مطبخ.
إن هذه الجزيرة مكان مخيف لدرجة قلة قلائل من الناس قد يتجرؤون على قضاء ليلة فيها، لكنك بإمعان النظر فيها تكتشف أنها محزنة أكثر منها مخيفة.
تتواجد بعض الهياكل على غرار منزل الطبيب الذي شيد في سنة 1926 في حالة سيئة تجعلها على حافة الانهيار، لكنها ربما كانت في يوم من الأيام مباني جميلة، وكانت لتكون قابلة للاستعمال اليوم لو أنها لم تهمل وتمت صيانتها بالشكل اللازم.
واجهت الجزيرة صعوبات كثيرة لتجد لها غاية وهدفا بعد اختراع لقاح ضد داء السل في سنة 1943، وبعد أن وجد الجنود أماكن يعيشون فيها في البر الرئيسي.
حاول مالكو الجزيرة إعادة تحويلها لتصبح مركزا لإعادة التأهيل خاصا بالمراهقين المرضى نفسيا من سنة 1952 إلى سنة 1963، لكن المرضى لم يجدوا العناية اللازمة لدى عودتهم إلى منازلهم بعد قضائهم فترة علاج تتراوح من 3 إلى 5 أشهر في الجزيرة، ومنه تم اعتبار البرنامج فاشلا وأُغلق.
غادر الجميع الجزيرة في سنة 1963، ثم استحوذت مدينة (نيويورك) عليها، وإلى يومنا هذا لم تقرر المدينة بعد ما إذا كانت ستسمح للناس بالدخول إليها مجددا أم لا.
أجرت جامعة (بينسيلفانيا) مؤخرا دراسة تناولت فيها هذه الجزيرة كتب فيها القائمون عليها: ”تصنف جزيرة (نورث بروذر) بين المناطق الخلابة والموروث الطبيعي الجميل الذي لا يعرفه إلا قلة من الناس في مدينة نيويورك“. تعود ملكية الجزيرة التي تبلغ مساحتها 9 هكتارات (ما يعادل 90 ألف متر مربع) إلى مدينة نيويورك، وتقع على مسافة قريبة من East River أو النهر الشرقي بين الساحل الصناعي لجنوب منطقة الـ(برونكس) وسجن سيء السمعة يعرف باسم سجن (رايكرز).
يمنع على الشعب دخول جزيرة (نورث بروذر) وجارتها الصغرى جزيرة (ساوث بروذر) أو ”الشقيق الجنوبي“، لكن يبدو أن حتى العصافير تتجنب التحليق فوق هذه الجزيرة المخيفة ومبانيها المهجورة. في سنة 2017 حصل المنتجون في قناة العلوم Science Channel على ترخيص من سلطات مدينة نيويورك لزيارة الجزيرة، فوجه طاقمها دعوة لموقع (إنسايدر) Insider من أجل المشاركة في هذه الجولة الاستكشافية، وتم بث محتوى هذا الشريط الوثائقي على برنامج What On Earth التلفزيوني في موسمه الرابع.
في مقالنا هذا على موقعنا، نقلنا لكم أعزائنا القراء تجربة طاقم الفريق الاستكشافي وما اكتشفوه عن هذه الجزيرة المهجورة منذ حوالي نصف قرن، في سلسلة من الصور الجميلة والمخيفة في آن واحد:
لا يمكنك الوصول إلى جزيرة (نورث بروذر) إلا بواسطة القارب، ويعتبر الإبحار من متنزه (باريتو بوينت بارك) في جنوب منطقة الـ(برونكس) واحدة من أسرع الطرق للوصول إليها.
عليك بتوخي الحذر وأن تنتبه جيدا لمواطئ أقدامك، لأن سلم القارب تغطيه الطحالب الزلقة.
كان هذا القارب الصغير المصنوع من الألومنيوم وسيلة نقل الطاقم الاستكشافي.
لاحظ المستكشفون أن النهر الشرقي كان يعج برجال الشرطة، ربما كان السبب راجعا إلى سجن (رايكرز) الذي لم يكن يبعد عن المنطقة أكثر من كيلومترين اثنين.
لا يسمح لأي كان بزيارة الجزيرة دون ترخيص من قسم المتنزهات والمنتجعات الترفيهية في مدينة نيويورك، الذي ترجع إليه مهمة إدارة الموقع على شكل ملجأ للطيور، كما ترسل سلطات المدينة واحدا من موظفيها مرافقا لكل بعثة يسمح لها بزيارة الجزيرة.
كانت دعائم الرصيف صدئة وكانت رافعته الصدئة تبدو وكأنها ستسقط في أية لحظة.
طالبت الولايات المتحدة بالجزيرة أول مرة في سنة 1614 وتم إعمارها سنة 1885، ومنذ ذلك الحين وتاريخها مرتبط بالموت والأمراض والخراب.
على سبيل المثال، في شهر يونيو سنة 1904، شب حريق مهول أتى على سفينة بخارية تدعى (جنرال سلوكوم) وأغرقها في النهر الشرقي، وعلى الرغم من نجاة 321 شخصا من هذه الحادثة، إلا أن جثث ما يقارب 1021 راكبا آخرين ممن هلكوا ظلت تلقظها الأمواج إلى الشاطئ لأيام كاملة.
كانت مباني الجزيرة تعمل على منشآت طاقوية تشتغل بالفحم الحجري، وكان العمال يشحنون الوقود إلى هذا الرصيف، لكنه الآن يغرق وتغطيه الطحالب في كل مكان، ولدى ارتفاع المد البحري تغمره المياه بشكل كامل.
من المتوقع أن يرتفع مستوى البحر إلى 65 سنتمترا خلال السنوات الخمس والثلاثين القادمة حول مدينة نيويورك، وفي حالة ما شب إعصار قوي في المياه بينما يرتفع منسوبها، فسيؤدي ذلك حتما إلى ابتلاع الجزيرة ونظامها البيئي وهياكلها ومنشآتها بالإضافة إلى تاريخها الطويل كذلك.
بعد أن وصل طاقم الفريق إلى الجزيرة، قاموا بحفظ معدات الكاميرا والطعام وبعض الإمدادات الأخرى داخل هذه الخزنة الخاصة بمحول تيار قديم.
كان هذا المحول يتهاوى إلى جانب كل شيء آخر على هذه الجزيرة، لكنه كان كذلك واحدا من أكثرها استقرارا مع سقف شبه سليم، وبينما كان طاقم الفريق هناك بدأت السماء تتلبد بالغيوم التي كادت تهدد رحلتهم الاستكشافية.
بالكاد يمكنك التعرف على الطرقات والشوارع والمماشي بسبب النمو المفرط والعشوائي للنباتات عليها.
لكنك بين الحين والآخر تصادف علامات تدل على أن الجزيرة كانت مأهولة في وقت مضى، مثل سلة النفايات المهترئة والمتحللة في الصورة.
تتسلل كروم (كودزو) البرية الآسيوية والاجتياحية، وتخترق كل شق وركن في مباني المدينة.
تطغى على الظلة الجزئية للجزيرة نباتات أصلية تتدرج من صغيرة إلى كبيرة هائلة الحجم.
كان واحد من أول المباني التي رآها طاقم الفريق هو المشرحة على يمين الصورة، والمدخنة المهترئة لغرفة سخان المياه التي تعمل على وقود الفحم على اليسار، والتي كان بالإمكان رؤيتها من على بعد كيلومترات.
في كل زاوية من الجزيرة، يكون الخراب جميلا وغريبا في آن واحد.
لا يسمح المسؤولون في قسم المتنزهات والمنتجعات الترفيهية في مدينة نيويورك لأي أحد بالدخول إلى معظم المباني في الجزيرة، ذلك أنها في حالة خراب شديد وقد تقع في أية لحظة.
عند التجول على الجزيرة، يتعين عليك توخي الحذر وإلا ستجد نفسك داخل شباك عنكبوت ضخمة مثل هذه في الصورة.
من ثمانينات القرن التاسع عشر إلى سنة 1943، جعلت المدينة من الجزيرة حجرا صحيا تبقي فيه على الأشخاص الذين تصيبهم أمراض وأوبئة خطيرة ومعدية، بما في ذلك مرض حمى التيفوئيد، وكان يتم حفظ جثث الذين يموتون من هؤلاء المرضى على الجزيرة في المشرحة.
تم هجر معظم الأثاث والتجهيزات عندما رحل السكان عن الجزيرة في سنة 1963
لكنك يمكنك العثور على دلائل على زيارات غير قانونية بين الحين والآخر، منها هذه الرسومات الجدارية على ما كان في يوم من الأيام حائطا لساحة اللعب.
بالكاد يمكنك التعرف على بعض المنشآت، مثل ملعب التنس هذا الذي غيرت معالمه نباتات اللبلاب تماما.
بدلا من استقلال العبّارة في كل يوم، قرر بعض العمال في المستشفى العيش في مهاجع الممرضات. سقطت أحواض الاستحمام مخترقة سقف هذه المنشأة التي تبلغ مساحتها 3700 متر مربع المشيدة على طريقة الحقبة الفيكتورية في سنة 1905.
كانت تتم تدفئة معظم المنازل في الجزيرة بواسطة البخار الذي مصدره وقود الفحم.
يعتبر منزل العمال واحدا من أقدم الهياكل وأكثرا خرابا وتهدما، حيث بني في سنة 1885.
قد ينهار هذا المنزل في أي يوم الآن.
بالتقدم نحو الأمام على الطريق الرئيسي تجد مهجع الذكور.
تم بناء هذا المهجع كذلك في سنة 1885، والآن تنمو أغصان الأشجار مخترقة سقفه.
أصبح المهجع مدرسة لتعليم التمريض لفائدة عائلات الجنود العائدين من الحرب، الذين عاشوا على الجزيرة خلال أزمة السكن التي تلت مرحلة ما بعد الحرب العالية الثانية، من سنة 1946 إلى سنة 1951.
بعد سنة 1951 وإلى غاية هجر الجزيرة في سنة 1963، استعمل نفس المبنى كمركز لعلاج الإدمان على المخدرات.
تختبئ الكثير من المنشآت والهياكل خلف الكروم البرية والأشجار وأوراق السعف.
يجعلك التجول على هذه الجزيرة تشعر وكأنك في مرحلة ما بعد نهاية العالم.
لا تعيش الكثير من الحيوانات هنا، يقول المسؤولون في قسم المتنزهات والمنتجعات الترفيهية في نيويورك بأن وجود الثدييات منعدم تماما على الجزيرة، من جرذان وفئران وسناجب وما شابه.
كان أكبر مبنى في المدينة آخر مبنى يتم إنجازه وإكمال بنائه، وهو جناح مرض السل.
يتربع المبنى على مساحة 7700 متر مربع وتم تصميمه في البادئ من أجل إيواء مرضى داء السل، لكنه قبل أن يفتتح اندلعت الحرب العالمية الثانية. اكتمل بناء المنشأة التي تبلغ قيمتها 1.2 مليون دولار في سنة 1943 ولم تأوي مريضا واحدا من مرضى السل، بل تم استعمالها لإيواء الجنود العائدين من الحرب العالمية الثانية.
إنه مبنى واسع ومخيف أراد طاقم الفريق استكشافه لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. لكن، وعلى شاكلة العديد من الهياكل والمنشآت على الجزيرة، كان المستكشفون قادرين على استراق النظر من خلف النوافذ المبنى المكسرة.
يوجد في الجهة الجنوبية لجناح مرض السل مطبخ.
إن هذه الجزيرة مكان مخيف لدرجة قلة قلائل من الناس قد يتجرؤون على قضاء ليلة فيها، لكنك بإمعان النظر فيها تكتشف أنها محزنة أكثر منها مخيفة.
تتواجد بعض الهياكل على غرار منزل الطبيب الذي شيد في سنة 1926 في حالة سيئة تجعلها على حافة الانهيار، لكنها ربما كانت في يوم من الأيام مباني جميلة، وكانت لتكون قابلة للاستعمال اليوم لو أنها لم تهمل وتمت صيانتها بالشكل اللازم.
واجهت الجزيرة صعوبات كثيرة لتجد لها غاية وهدفا بعد اختراع لقاح ضد داء السل في سنة 1943، وبعد أن وجد الجنود أماكن يعيشون فيها في البر الرئيسي.
حاول مالكو الجزيرة إعادة تحويلها لتصبح مركزا لإعادة التأهيل خاصا بالمراهقين المرضى نفسيا من سنة 1952 إلى سنة 1963، لكن المرضى لم يجدوا العناية اللازمة لدى عودتهم إلى منازلهم بعد قضائهم فترة علاج تتراوح من 3 إلى 5 أشهر في الجزيرة، ومنه تم اعتبار البرنامج فاشلا وأُغلق.
غادر الجميع الجزيرة في سنة 1963، ثم استحوذت مدينة (نيويورك) عليها، وإلى يومنا هذا لم تقرر المدينة بعد ما إذا كانت ستسمح للناس بالدخول إليها مجددا أم لا.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
الاسم : |
البريد الالكتروني : |
التعليق : |
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|