على الرغم من أنه كان معروفًا أن أطفال النساء اللاتي يأكلن السمك أثناء الحمل يجنون فوائد ذهنية وبصرية، إلا أن النصائح الرسمية اللاحقة تضمنت تحذيرًا من تناول أنواع معينة من الأسماك التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق، مما جعل الكثير من النساء يتوقفن عن تناول أي سمكة ”للبقاء في الجانب الآمن“.

ووفقًا للدراسة الجديدة بقيادة جامعة بريستول، فإنه لن يكون لمستوى الزئبق لدى المرأة أثناء الحمل أي تأثير سلبي على نمو الطفل.

وقد تم نشر النتائج التي جمعت تحليلات على أكثر من 4131 من الأمهات الحوامل من دراسة أطفال التسعينيات بالمملكة المتحدة، مع دراسات مفصلة مماثلة في جزر سيشيل عبر Neuro Toxicology.

الأهم من ذلك، وجد الباحثون أيضًا أن نوع الأسماك ليس مهما لأن العناصر الغذائية الأساسية في الأسماك تكون وقائية ضد محتوى الزئبق.

نظر هذا البحث في دراستين، الأولى عبارة عن دراسة تركز على السكان في سيشيل، حيث تتغذى جميع النساء الحوامل تقريبًا على الأسماك، بينما تناولت الدراسة الثانية تحليلات البيانات من دراسة أطفال جامعة بريستول في التسعينيات المعروفة أيضًا باسم ALSPAC، جنوب غرب إنجلترا حيث يقل جدا استهلاك الأسماك.

وقالت الدكتورة كارولين تايلور، باحثة أولى ومؤلفة مشاركة في الدراسة: ”وجدنا أن مستوى الزئبق لدى الأم أثناء الحمل ليس له أي تأثير سلبي على نمو الطفل بشرط أن تأكل الأم السمك فإذا لم تأكل السمك، سيكون لمستوى الزئبق لديها تأثير ضار على الطفل، ويعود هذا الأمر بسبب الفوائد من مزيج العناصر الغذائية الأساسية التي توفرها الأسماك، بما في ذلك الأحماض الدهنية طويلة السلسلة واليود وفيتامين د والسيلينيوم“.

كما قال البروفيسور جان جولدينج، المؤلف المشارك والأستاذ الفخري في طب الأطفال وعلم الأوبئة بالفترة المحيطة بالولادة في جامعة بريستول، إنه ”من المهم أن يراجع المختصون الصحيون تحذيراتهم ونصائحهم التي تحذر من تناول أنواع معينة من الأسماك. فحتى الآن لا يوجد دليل على حدوث ضرر من هذه الأسماك“.

وأكد أنه ”يجب أن تتضمن إرشادات الحمل تناول حصتين على الأقل من الأسماك في الأسبوع، ويجب أن تكون إحداهما دهنية، ويجب تجاهل جميع التحذيرات التي تفيد بعدم تناول أسماك معينة“.