"واشنطن بوست": خذوا تصريحات ترامب "على محمل الجد"

"واشنطن بوست": خذوا تصريحات ترامب "على محمل الجد"

ربما يكون الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أشبه بفنان في أدائه، ولكن استفزازاته الصادمة، تخبرنا بما سيفعله في فترة ولايته الثانية، وهذا يحتم أن نأخذ ما يقوله على محمل الجد. تقول "الواشنطن بوست".


"دونالد ترامب يشكل الخطر الأكبر على العالم في 2024". حسب عنوان رئيسي للعدد الأخير من مجلة "الإيكونومست" البريطانية، حمل إنذاراً ذا شقين: احتمال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة العام القادم، وماذا سيفعل إذا فاز بولاية رئاسية جديدة؟.


في العادة تسيطر قضايا كثيرة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومن المتوقع أن يتصدر الاقتصاد اهتمامات الناخبين الأمريكيين في السباق الرئاسي لعام 2024، إلى جانب الهجرة التي ستكون محور اهتمام عدد كبير منهم أيضا.. ومن المؤكد أن الناخبين سيضعون في اعتبارهم أداء الرئيس جو بايدن، وعمره وما إذا كان قادراً على قيادة أمريكا لأربع سنوات أخرى، حتى يبلغ من العمر 86 عاماً.



ترى "واشنطن بوست" أن المجلة البريطانية ركزت في تقريرها على الأهم، وهو الرئيس الأسبق وما فعله خلال ولايته الأولى، ودوره في التحريض على الهجوم في مبنى (الكابيتول هيل) يوم 6 يناير 2021، ولعل الأهم من ذلك، إلى أي مدى ذهب في خطاباته وتعليقاته، لاستعراض ما قد تنذر به ولايته الثانية مسبقاً.


وتلفت الصحيفة إلى تلخيص "الإيكونوميست" للأسباب التي تجعل فوز ترامب في انتخابات 2024 مختلفًا إلى حد كبير عن فوزه الأول عام 2016.


ومقارنة بالولاية الأولى، فإن ولاية ترامب الثانية ستكون نقطة فاصلة إذ إن الفوز مجدداً سيظهر بقوة غرائزه المدمرة في الحكم، بينما ستواجه خططه مقاومة أقل.


ولأن أمريكا صوتت لصالحه وهي تعلم أنه الأسوأ، فسوف يشهد نفوذها وقوتها الأخلاقية تراجعاً في العالم، على حد قول المجلة.

وتتابع الصحيفة أن ترامب تحدث علانية عن فترة ولايته الثانية باعتبارها فترة انتقامية، حيث سيستخدم وزارة العدل كسلاح لملاحقة خصومه.


وكانت الصحيفة ذكرت مؤخراً أن ترامب قام بتحديد الأفراد الذين سيتم استهدافهم في التحقيقات، بمن في ذلك عدد من المسؤولين الذين خدموا في إدارته مثل كبير موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي، والمدعي العام السابق ويليام بي بار، والرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي. كما توعد ترامب أيضًا بملاحقة بايدن وعائلته.


ترامب يعرف جيداً كيف يصدم ويستفز خصومه، وهو يضع الصحافة ضمن هؤلاء الخصوم.


"وبالنظر إلى أنه فنان أداء يعيش اللحظة، فهل حقًا يقصد ما يقول؟؟ وإلى أي حد يجب تكريس الاهتمام لما يقوله، وهل ينبغي نشر كل بيان شرس أو طائش يصدر عنه على الصفحات الرئيسة لوسائل الإعلام والتعليق عليه في الحوارات التلفزيونية بشكل مستمر ودائم؟ أو هل يجب تجاهل ما يقوله بذريعة أن هدفه فقط لفت الانتباه؟" تتساءل الصحيفة.


لا شك أن أخذ ترامب على محمل الجد كما فعلت "الإيكونوميست" في عددها الأخير، هو مطلب للصحافة ولجميع الأمريكيين الذين يهتمون بالمستقبل. فلديه أتباع مخلصون، شديدو الولاء يتمسكون بكلماته، ويتبعون توجهاته السياسية كيفما كانت في المستقبل.


تقول الصحيفة إنها نشرت في أيار الماضي مقالاً بعنوان "التطرف المتزايد لترامب"، نوهت فيه إلى مواقفه التي أصبحت أكثر تطرفا، ولهجته الأكثر تصادمية.. وخلال الأيام القليلة الماضية، نشرت صحيفتا "الواشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" مقالات وتقارير حول السياسات والتدابير التي قد يتبعها ترامب أثناء ولايته الثانية، بدءاً من استخدام وزارة العدل لملاحقة خصومه وأعدائه، إلى تبنيه حملة واسعة النطاق ضد الهجرة، فضلا عن عمليات تطهير تطال السلطة التنفيذية.


إلى ذلك، أرسل اثنان من القائمين على حملة إعادة انتخاب ترامب بياناً الإثنين الماضي حاولا من خلاله إبعاد الرئيس السابق عن ما تضمنته هذه المقالات والتقارير الإخبارية، كما وصفا الأحاديث عن السياسات التي سيتبعها ترامب في ولايته الثانية بأنها مجرد تكهنات ونظريات يستند بعضها إلى العمل الذي تقوم به مؤسسات بحثية وفكرية صديقة لترامب، وإلى تقارير أخرى غير مرتبطة بشكل مباشر بحملته الانتخابية، مع أن المقالات والتقارير الإخبارية استندت إلى أشياء قالها ترامب بالفعل.


ولكن لماذا يصدر القائمون على حملة إعادة انتخاب ترامب بيانا كهذا؟.


قد يكون ترامب لا يرغب أن يتحدث الآخرون بلسانه.. ولكن الأهم ربما أن البيان يعكس إدراك القائمين على حملته بأن التركيز بشكل أكبر على السياسات الراديكالية المحتملة لترامب، سيلحق ضررًا أكبر بفرص فوزه بولاية ثانية.


ومهما يفعل مستشارو حملته لإبعاده عن تلك الأخبار، فإن ترامب نفسه لا يحاول الهروب والتنصل من الحديث عما سيفعله في ولايته الثانية، ففي مقابلة صحفية أجريت مؤخرا، لم ينف ترامب ما أوردته صحيفة "الواشنطن بوست" حول احتمال استخدامه وزارة العدل لملاحقة المعارضين، مشيراً إلى أنه ربما يفعل ذلك إذا عاد إلى منصبه.


في موازاة ذلك، تعتقد الصحيفة استناداً إلى استطلاعات الرأي الأمريكية، أن الرئيسين الأسبق والحالي يتجهان نحو ما يمكن وصفها بالانتخابات المتقاربة للغاية، فيما تعطي بعض الاستطلاعات في الولايات التي ستحدد هوية الفائز بأغلبية أصوات المجمع الانتخابي، الرئيس الأسبق ترامب أفضلية طفيفة عن بايدن.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا