تقف الإنسانية على حافة أزمة بيئية هائلة، تشكلت على مدى قرون من السعي الدؤوب لتحقيق التقدم. وبينما يجتمع الزعماء في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في دبي لمناقشة أخطار درجات الحرارة المرتفعة، والفيضانات المدمرة، وحالات الجفاف الطويلة، وحرائق الغابات المتفشية، يبقى السؤال قائمًا: كيف وصلنا إلى هذه الحالة المناخية المحفوفة بالمخاطر؟.
وفي سرد لتاريخ التطور البشري، نشره موقع Abc News، يظهر أن الحضارة الإنسانية ارتبطت بشكل دائم مع تحقيق المكاسب الشخصية. فمنذ قرون مضت، غيّر البشر المناظر الطبيعية لإقامة البنية التحتية، كما تعمّقوا في الأرض لاستخراج كميات هائلة من الفحم والنفط والغاز لتغذية الإمبراطوريات والاقتصادات المزدهرة.
ويشير المؤرخون إلى أن أولئك الذين يملكون السلطة كانوا ينظرون إلى البيئة كأداة للتقدم. وبالتالي، فإن هذا الدافع المستمر للسيطرة على الطبيعة وتسخير موارد الطاقة لم يغير من معالم الأرض فحسب، بل قاد أيضًا نحو كارثة بيئية وشيكة.
وعلى سبيل المثال، مدينة مكسيكو سيتي، وهي مدينة ترجع جذورها إلى مستوطنة تقع داخل جزر بحيرة تيكسكوكو منذ قرون مضت، فقد اختفت البحيرة في الغالب، وتم تجفيفها لاستيعاب التوسع الحضري لأكثر من 22 مليون شخص.
وتعكس المحنة التي تعيشها مكسيكو سيتي اتجاها أوسع للمجتمعات التي تعيد تشكيل البيئات لصالحها. ففي جميع أنحاء العالم، تمت إزالة الغابات من مساحات شاسعة من الأراضي لأغراض الزراعة أو تم تدميرها بواسطة المحاجر والتعدين؛ ما أسهم بشكل كبير في الانبعاثات والتدهور البيئي.
ويؤكد المؤرخون الدور المحوري الذي لعبه الأوروبيون الذين استعمروا القارتين الأمريكيتين في إثارة الأزمات المناخية والبيئية في العصر الحديث، إذ أدى السعي الاستعماري إلى تغيير المساحات الطبيعية من أجل الزراعة والتنمية الحضرية.
وكان هذا التلاعب بالطبيعة يرتكز على الاعتقاد بالتفوق الثقافي والعرقي، إذ تم استغلال العمل القسري من سكان الريف، والذي تردد صداه حتى في الأزمنة المعاصرة، اذ تتحمل المجتمعات الضعيفة، التي غالبًا ما تضم أشخاصًا ملونين، وطأة الظواهر المناخية المتطرفة، بينما تحمي النخب نفسها من خلال تدابير التكيف مع المناخ.
وقد عملت هذه الممارسات التاريخية على ترسيخ أيديولوجية التقدم، حتى بين أولئك الذين يعترفون بخطر تغير المناخ. ويوضح تاريخ بريطانيا هذا النموذج؛ فبفضل موقعها فوق احتياطيات هائلة من الفحم، وجهت المسار نحو جو مشبع بالكربون. ورغم تحول المملكة المتحدة بعيدًا عن الفحم في الوقت الحالي، فإن بقايا تراث الفحم لا تزال قائمة في مدن التعدين المهجورة والأماكن الطبيعية المتضررة.
ومع ظهور النفط، ازدادت وتيرة تسريع مسار الطاقة، وقد عززت السيارات هيمنة نظام الوقود الأحفوري في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه، احتفظ الفحم بدوره في الاقتصاد العالمي، إذ كان يرمز إلى النمو والتنمية في دول مثل الصين واليابان والهند.
وقد شهدت الولايات المتحدة حركات بيئية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، إلا أن مواجهة الاعتماد على الوقود الأحفوري ظلت تمثل تحديًا؛ ما أعاق مبادرات كبيرة لخفض الانبعاثات. وعلى المستوى الدولي، أدى الإحجام عن الالتزام بمعاهدات المناخ وبتخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة إلى تقليل التغيير الجوهري المطلوب لمواجهة الأزمة المناخية والحد من تأثيراتها السلبية المتنامية.
وفي خضم أزمة المناخ التي تلوح في الأفق، يدعو المؤرخون إلى إعادة تعريف النماذج المجتمعية، والعمل ضمن الموارد المحدودة والحدود البيئية. عملية إعادة التعريف هذه تشمل الحاجة إلى الموازنة بين حدود البيئة وتأمين الحقوق الاجتماعية الأساسية، مثل: التعليم، والمياه النظيفة، والدخل المستقر، إيذانًا ببدء عصر جديد من الاستدامة لحل أزمة المناخ.
تقف الإنسانية على حافة أزمة بيئية هائلة، تشكلت على مدى قرون من السعي الدؤوب لتحقيق التقدم. وبينما يجتمع الزعماء في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في دبي لمناقشة أخطار درجات الحرارة المرتفعة، والفيضانات المدمرة، وحالات الجفاف الطويلة، وحرائق الغابات المتفشية، يبقى السؤال قائمًا: كيف وصلنا إلى هذه الحالة المناخية المحفوفة بالمخاطر؟.
وفي سرد لتاريخ التطور البشري، نشره موقع Abc News، يظهر أن الحضارة الإنسانية ارتبطت بشكل دائم مع تحقيق المكاسب الشخصية. فمنذ قرون مضت، غيّر البشر المناظر الطبيعية لإقامة البنية التحتية، كما تعمّقوا في الأرض لاستخراج كميات هائلة من الفحم والنفط والغاز لتغذية الإمبراطوريات والاقتصادات المزدهرة.
ويشير المؤرخون إلى أن أولئك الذين يملكون السلطة كانوا ينظرون إلى البيئة كأداة للتقدم. وبالتالي، فإن هذا الدافع المستمر للسيطرة على الطبيعة وتسخير موارد الطاقة لم يغير من معالم الأرض فحسب، بل قاد أيضًا نحو كارثة بيئية وشيكة.
وعلى سبيل المثال، مدينة مكسيكو سيتي، وهي مدينة ترجع جذورها إلى مستوطنة تقع داخل جزر بحيرة تيكسكوكو منذ قرون مضت، فقد اختفت البحيرة في الغالب، وتم تجفيفها لاستيعاب التوسع الحضري لأكثر من 22 مليون شخص.
وتعكس المحنة التي تعيشها مكسيكو سيتي اتجاها أوسع للمجتمعات التي تعيد تشكيل البيئات لصالحها. ففي جميع أنحاء العالم، تمت إزالة الغابات من مساحات شاسعة من الأراضي لأغراض الزراعة أو تم تدميرها بواسطة المحاجر والتعدين؛ ما أسهم بشكل كبير في الانبعاثات والتدهور البيئي.
ويؤكد المؤرخون الدور المحوري الذي لعبه الأوروبيون الذين استعمروا القارتين الأمريكيتين في إثارة الأزمات المناخية والبيئية في العصر الحديث، إذ أدى السعي الاستعماري إلى تغيير المساحات الطبيعية من أجل الزراعة والتنمية الحضرية.
وكان هذا التلاعب بالطبيعة يرتكز على الاعتقاد بالتفوق الثقافي والعرقي، إذ تم استغلال العمل القسري من سكان الريف، والذي تردد صداه حتى في الأزمنة المعاصرة، اذ تتحمل المجتمعات الضعيفة، التي غالبًا ما تضم أشخاصًا ملونين، وطأة الظواهر المناخية المتطرفة، بينما تحمي النخب نفسها من خلال تدابير التكيف مع المناخ.
وقد عملت هذه الممارسات التاريخية على ترسيخ أيديولوجية التقدم، حتى بين أولئك الذين يعترفون بخطر تغير المناخ. ويوضح تاريخ بريطانيا هذا النموذج؛ فبفضل موقعها فوق احتياطيات هائلة من الفحم، وجهت المسار نحو جو مشبع بالكربون. ورغم تحول المملكة المتحدة بعيدًا عن الفحم في الوقت الحالي، فإن بقايا تراث الفحم لا تزال قائمة في مدن التعدين المهجورة والأماكن الطبيعية المتضررة.
ومع ظهور النفط، ازدادت وتيرة تسريع مسار الطاقة، وقد عززت السيارات هيمنة نظام الوقود الأحفوري في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه، احتفظ الفحم بدوره في الاقتصاد العالمي، إذ كان يرمز إلى النمو والتنمية في دول مثل الصين واليابان والهند.
وقد شهدت الولايات المتحدة حركات بيئية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، إلا أن مواجهة الاعتماد على الوقود الأحفوري ظلت تمثل تحديًا؛ ما أعاق مبادرات كبيرة لخفض الانبعاثات. وعلى المستوى الدولي، أدى الإحجام عن الالتزام بمعاهدات المناخ وبتخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة إلى تقليل التغيير الجوهري المطلوب لمواجهة الأزمة المناخية والحد من تأثيراتها السلبية المتنامية.
وفي خضم أزمة المناخ التي تلوح في الأفق، يدعو المؤرخون إلى إعادة تعريف النماذج المجتمعية، والعمل ضمن الموارد المحدودة والحدود البيئية. عملية إعادة التعريف هذه تشمل الحاجة إلى الموازنة بين حدود البيئة وتأمين الحقوق الاجتماعية الأساسية، مثل: التعليم، والمياه النظيفة، والدخل المستقر، إيذانًا ببدء عصر جديد من الاستدامة لحل أزمة المناخ.
تقف الإنسانية على حافة أزمة بيئية هائلة، تشكلت على مدى قرون من السعي الدؤوب لتحقيق التقدم. وبينما يجتمع الزعماء في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في دبي لمناقشة أخطار درجات الحرارة المرتفعة، والفيضانات المدمرة، وحالات الجفاف الطويلة، وحرائق الغابات المتفشية، يبقى السؤال قائمًا: كيف وصلنا إلى هذه الحالة المناخية المحفوفة بالمخاطر؟.
وفي سرد لتاريخ التطور البشري، نشره موقع Abc News، يظهر أن الحضارة الإنسانية ارتبطت بشكل دائم مع تحقيق المكاسب الشخصية. فمنذ قرون مضت، غيّر البشر المناظر الطبيعية لإقامة البنية التحتية، كما تعمّقوا في الأرض لاستخراج كميات هائلة من الفحم والنفط والغاز لتغذية الإمبراطوريات والاقتصادات المزدهرة.
ويشير المؤرخون إلى أن أولئك الذين يملكون السلطة كانوا ينظرون إلى البيئة كأداة للتقدم. وبالتالي، فإن هذا الدافع المستمر للسيطرة على الطبيعة وتسخير موارد الطاقة لم يغير من معالم الأرض فحسب، بل قاد أيضًا نحو كارثة بيئية وشيكة.
وعلى سبيل المثال، مدينة مكسيكو سيتي، وهي مدينة ترجع جذورها إلى مستوطنة تقع داخل جزر بحيرة تيكسكوكو منذ قرون مضت، فقد اختفت البحيرة في الغالب، وتم تجفيفها لاستيعاب التوسع الحضري لأكثر من 22 مليون شخص.
وتعكس المحنة التي تعيشها مكسيكو سيتي اتجاها أوسع للمجتمعات التي تعيد تشكيل البيئات لصالحها. ففي جميع أنحاء العالم، تمت إزالة الغابات من مساحات شاسعة من الأراضي لأغراض الزراعة أو تم تدميرها بواسطة المحاجر والتعدين؛ ما أسهم بشكل كبير في الانبعاثات والتدهور البيئي.
ويؤكد المؤرخون الدور المحوري الذي لعبه الأوروبيون الذين استعمروا القارتين الأمريكيتين في إثارة الأزمات المناخية والبيئية في العصر الحديث، إذ أدى السعي الاستعماري إلى تغيير المساحات الطبيعية من أجل الزراعة والتنمية الحضرية.
وكان هذا التلاعب بالطبيعة يرتكز على الاعتقاد بالتفوق الثقافي والعرقي، إذ تم استغلال العمل القسري من سكان الريف، والذي تردد صداه حتى في الأزمنة المعاصرة، اذ تتحمل المجتمعات الضعيفة، التي غالبًا ما تضم أشخاصًا ملونين، وطأة الظواهر المناخية المتطرفة، بينما تحمي النخب نفسها من خلال تدابير التكيف مع المناخ.
وقد عملت هذه الممارسات التاريخية على ترسيخ أيديولوجية التقدم، حتى بين أولئك الذين يعترفون بخطر تغير المناخ. ويوضح تاريخ بريطانيا هذا النموذج؛ فبفضل موقعها فوق احتياطيات هائلة من الفحم، وجهت المسار نحو جو مشبع بالكربون. ورغم تحول المملكة المتحدة بعيدًا عن الفحم في الوقت الحالي، فإن بقايا تراث الفحم لا تزال قائمة في مدن التعدين المهجورة والأماكن الطبيعية المتضررة.
ومع ظهور النفط، ازدادت وتيرة تسريع مسار الطاقة، وقد عززت السيارات هيمنة نظام الوقود الأحفوري في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه، احتفظ الفحم بدوره في الاقتصاد العالمي، إذ كان يرمز إلى النمو والتنمية في دول مثل الصين واليابان والهند.
وقد شهدت الولايات المتحدة حركات بيئية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، إلا أن مواجهة الاعتماد على الوقود الأحفوري ظلت تمثل تحديًا؛ ما أعاق مبادرات كبيرة لخفض الانبعاثات. وعلى المستوى الدولي، أدى الإحجام عن الالتزام بمعاهدات المناخ وبتخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة إلى تقليل التغيير الجوهري المطلوب لمواجهة الأزمة المناخية والحد من تأثيراتها السلبية المتنامية.
وفي خضم أزمة المناخ التي تلوح في الأفق، يدعو المؤرخون إلى إعادة تعريف النماذج المجتمعية، والعمل ضمن الموارد المحدودة والحدود البيئية. عملية إعادة التعريف هذه تشمل الحاجة إلى الموازنة بين حدود البيئة وتأمين الحقوق الاجتماعية الأساسية، مثل: التعليم، والمياه النظيفة، والدخل المستقر، إيذانًا ببدء عصر جديد من الاستدامة لحل أزمة المناخ.
التعليقات